شرعت الدولة المغربية، منذ عهد الأدارسة، في تقسيم القبائل الكبرى العربية والبربرية منها، وترحيلها من أماكنها إلى جهات نائية، بحيث توطن فرقة من قبيلة بربرية وسط قبيلة عربية ، وتزرع فرقة من قبيلة عربية وسط قبيلة بربرية. وحسنا فعلت، لأنها تمكنت مع مرور الزمن، من صهر سكان المغرب في بوثقة واحدة ، وإلا لكنا اليوم أمام مغرب الجهات والكيانات المجهرية. وفي هذا الصدد، نخشى هنا ، أن تسفر الجهوية المتقدمة التي دخلت حيز التطبيق مؤخرا،إلى تطلعات انفصالية قد تغذيها جهات خارجية لا تريد الخير لهذا البلد. وعندما نأخذ جهة صنهاجة عين مديونة كمثال لما أشرنا إليه آنفا ،ونقوم بجرد قبائلها، نجد ما يلي: عين مديونة، تازوطة، جزناية الكودية ، بوكنالة، تزغوان، أولاد الغازي والزريفية، فناسة، وهي قبائل أمازيغية الأصل، كما يستفاد من دراسات تمت على فروع منها توجد في مناطق أخرى من المغرب،بعضها منشور في أعداد من معلمة المغرب ، والبعض اللآخر يوجد في بعض الأبحاث المنوغرافية التي خلفها لنا بعض ضباط الشؤون الأهلية أيام الإستعمار. ثم إلى جانب هذا، نجد أولاد آزم، وبوعادل، وعين غماري، وأولاد عبد الله، والمنعة، وبني سلمان وأولاد بوحسن. وعند الرجوع إلى قبائل المغرب، نجد مديونة في شراكة، ونواحي المنزل بإقليم صفرو، و الدار البيضاء،و الجزائر، وربما في مناطق أخرى.كما نجد تازوطا في نواحي صفرو ودكالة. وتوجد جزناية في كاف الغار تحت إسم بني كزين ، وفي أكنول، وفي مدخل طنجة. ونجد فناسة، في نواحي تاوجطاط، وطهر السوق. ويوجد أولاد الغازي والزريفية في إقليم الناظور ومنها الفقيه الغازي الحسيني المعروف. وعين غماري أو عين اغمارة، ينحدرون من القبيلة الأم غمارة في إقليم الشاون. وبنو سلمان أيضا ينحدرون من القبيلة الكبرى التي تمتد على مساحة كبيرة في إقليم الشاون ( أنظر معلمة المغرب ، حرف باء). أما أولاد عبد الله والمنعة فينحدرون من القبيلة الأم بني معقل في الصحراء التي كانت تضم أربعة بطون ، حسب تعبير ابن خلدون: ذوو عبد الله، ذوو منيع، ذوو حسان الذين ينحدر منهم أولاد بوحسن، وذوو منصور. ونجد اليوم أيضا المنعة في طهر السوق وبني زروال. وحتى قبيلة صنهاجة الكبرى لم تسلم من التقسيم والتغريب. فهناك صنهاجة الجنوب التي تمتد حتى السنغال، والسنغال نفسه هو تحريف لكلمة صنهاجة، صنكال أو صنهكال، وصنهاجة الأطلس المتوسط، وصنهاجات الجزائر. وهناك صنهاجة الشمال، وفيها صنهاجة الشمس والظل، وصنهاجة غدو، وصنهاجة مصباح، حتى أن سكان الريف يمكن تصنيفهم بصفة عامة، إلى جبالة وغمارة وصنهاجة بصفة عامة. أولاد آزم ينحدرون من الشرفاء الأدارسة. فبعد سقوط الدولة الإدريسية نهائيا سنة 375ه وإجهاز موسى ابن أبي العافية على أواخر أمرائها، فرت كثير من القبائل مثل الجاية، وبني زروال ،ومزيات، وارغيوة، وهي من قبائل أوربة، شيعة الأدارسة، من أحواز فاس، إلى مواطنها الحالية. وهناك أسطورة في هذا الصدد تقول: إن سدي يحيى فر ضمن هذه القبائل، ولما أراد النزول هناك ، تآمر عليه بعض القوم، وبعثوا إليه بإزم، ومعناه بالأمازيغية، السبع، ليفترسه. لكن المفاجأة كانت مخيبة لأعدائه. فعوض الإساءة إليه، سجد السبع أمام سدي يحيى خشوعا له وتبركا به لأنه شريف، ومن هنا جاءت تسمية أولاد آزم، أي أولاد مروض السباع. وتستمر نفس الأسطورة فتقول: إن سدي يحيى ركب فرسه يوما وخرج هائما على نفسه، وأطلق العنان لدابته، فلما وصل إلى أبنان بالمنعة، توقف الفرس هناك، فصاحت القبيلة واك واك الحق بنا بان، أي عرفت القبيلة المرغوب الإقامة فيها لسيدي يحيى، ومن هنا جاءت تسمية أبنان الذي يشكل جزءا من المنعة. هذه أسطورة فقط تعكس مكانة الشرفاء لدى عامة الناس. لآ نعرف تواريخ نزول هذه القبائل في هذه المنطقة ،بسبب انتشار الأمية وانعدام تراث ثقافي مكتوب في هذه الجهة، كما أن الحوليات التاريخية لم تهتم كثيرا بالمناطق النائية، بسبب ضعف مشاركتها في الحياة السياسية للبلاد. ومع ذلك، يظهر أن عددا من القبائل قد شدت الرحال إلى هذه الجهة ، إبان الجفاف المستمر الذي ضرب المغرب في القرن الثامن عشر طيلة ست سنوات 1776-1782، حيث نزلت قبائل جبالة وغمارة وصنهاجة من مرتفعات جبال الريف بالتتابع، نحو سهل الغرب ، ووزان ،وحوض ورغة. وعند ملاحظة توزيع هذه القبائل في مجالها الجغرافي الحالي، نلاحظ ما يلي : قبيلة أولاد آزم العربية تجاورها قبيلة تازوطة البربرية، ثم تليها قبيلة عين غماري العربية، ثم تليهاعين مديونة البربرية، ثم تليها قبيلة أولاد عبد الله العربية، ثم تليها قبائل جزناية ، والكودية، وبوكنالة البربرية، ثم تأتي قبائل المنعة وبني سلمان وبني حسن العربية، ثم تأتي قبائل أولاد الغازي، والزريفية ،والبرانس البربرية . إن هذا التوزيع الجغرافي لم يأت اعتباطا. فقد حرصت الدول على مختلف
العصور، على تفتيت العصبيات القبلية العربية منها والبربرية ، والتفريق فيما بينها حتى لا تقوى على مجابهة السلطة المركزية والتمرد عليها ويبقى هناك فقط سلطان ورعية ، كما أسلفنا. وإلى جانب هذا، قسمت الدولة،منذ عهد السعديين، قبائل المغرب إلى قبائل جيش وقبائل نائبة. فقبيلة النائبة كانت تدفع الضرائب نيابة عن الخدمة العسكرية، بينما قبيلة الجيش كانت لاتدفع الضريبة وتقوم بالخدمة العسكرية. وعند ملاحظة بعض الطقوس الإجتماعية في الأعراس مثلا، نجد أن الناس في جماعة عين مديونة، يستدعون أصحاب البارود من تزغوان لأقامة التبوردة، لأن قبيلة تزغوان والبعض من بني سلمان ، كانوا يندرجون ضمن قبائل الجيش. وقد عثرنا على وثائق في الخزانة الحسنية، موجهة إلى القائد علي السباع ، يعود تاريخها إلى عهد الحسن الأول، يدعوه السلطان فيها إلى تأديب فساد بوكنالة الذين رفضوا أداء الجباية في ذلك الوقت. وجنوب بني سلمان ، نجد قبيلة المحرين التي كانت محررة من الضرائب والخدمة العسكرية على السواء ، لأسباب نجهلها. إن التركيبة القبلية لجميع جهات المغرب، مكونة من أخلاط من العرب والبربر. ففي قبيلة اشراكة مثلا التي تحسب على القبائل العربية، نجد أنها تكونت في الأصل، من أخلاط من القبائل، منها من ينحدر من أصل عربي، مثل الشجع، وبني عامر، ومنها من ينتمي إلى أصول بربرية، مثل مديونة وهوارة وبني سنوس. ويجهل عامة الناس فيها أصولهم،لأنهم اندمجوا في بوثقة واحدة، ولا يعرف عربهم من بربرهم. ونفس الشيء ينطبق على المدن . ففي فاس مثلا، نجد القبائل الأولى التي نزلت ، مع مؤسسها المولى إدريس، وهي أوربة، ومصمودة ، وكرواوة، وأشنيخن. ثم بعد ذلك استوطنت لمطة في حومة اللمطيين. ثم توافدت على هذه المدينة هجرات عربية أخرى، من القيروان (حومة القرويين)، والأندلس( حومة الأندلس) . وفي عهد بني مرين تم تأسيس مدينة فاس الجديد التي استقرت بها الخاصة من زناتة، من شيعة و أتباع الدولة الجديدة. ومع مرور الزمن التحق بفاس أيضا، أخلاط من الأجناس من كل جهات العالم. يتضح مما سيق أن الحكم في المغرب في ظل كثرة القبائل والأحزاب التي أشرنا إليها آنفا لايمكن أن يستقيم إلا بوجود سلطان ورعية ، وأن الذين يطالبون بالملكية البرلمانية في هذا الوقت بالذات الذي لازال فيه الولاء للقبيلة والزاوية سائدا عوض الولاء للوطن ، يجهلون حقائق تارخ المغرب ،ويعيشون على الوهم، وهذا ما يميز الخصوصية المغربية. وفي هذا الصدد، سئلت يوما على الفسبوك باللغة الفرنسية كما يلي: Quel est le point fort du Maroc ? Voilà comment j’ai répondu : – Le point fort du Maroc est la monarchie. – Historiquement, le Maroc est un ensemble de tribus indépendantes, comme je l’ai démontré ci-dessus. Elles sont comme des billes libres mobiles. La monarchie est un sac qui les contient pour former un peuple cohérent. Sans la monarchie, le Maroc ne serait qu’une anarchie.
- د.العربي اكنينح (أستاذ جامعي وكاتب من مواليد إقليم تاونات)
http://taounate.net/archives/9449#comments ,18/03/2020
لمحة مقتضبة عن تاريخ مدينة تاونات
يطلب مني كثير من زملائي، قدماء تلاميذ ثانوية تاونات، بصفتي كمؤرخ، أن أكتب شيئا عن تاريخ هذه المدينة . وهذا العمل يتطلب الكثير من الجهد، بسبب نذرة الوثائق الوطنية، لأن هذه الجهة كانت تندرج، في كثير من الأحيان، قبل الفترة الإستعمارية، ضمن قبائل السيبة ، ليس بمفهومها القدحي، أي سيادة الفوضى وقانون الغاب، بل تشير" السيبة " هنا فقط ، إلى خروج هذه المنطقة عن نفوذ السلطة المركزية حين ضعفها . وهذا يعني أن المراسلات بين قواد قبائلها والسلطة المركزية كانت شبه متوقفة. والوثائق والمستندات الأجنبية التي تم تحريرها في الفترة الإستعمارية ( 1912 – 1956 ) ، ولا شك أنها كثيرة ، لم يكشف عنها بعد ، ولازالت حبيسة المستودعات الوثائقية الفرنسية والإسبانية وغيرها من الدول. ولذلك يصعب، في الوقت الراهن، تقديم دراسة علمية مستفيضة تشفي غليل أبناء المنتمين إلى هذه المنطقة ، والمتعطشين، ولاشك، إلى معرفة تاريخ بلادهم ،والوقوف بالتالي على أمجاد رجالاتها وإخفاقاتهم. وبالرغم من ذلك، فقد سبق لنا أن كتبنا دراسة تحت عنوان " جوانب من تاريخ صنهاجة عين مديونة " لم تنشر بعد، وإن كان بعض الزملاء قد اطلعوا عليها ، وسنعمل على تعميمها في القادم من الأيام، ثم أنجزنا بحثا مهما عن الشهيد محمد القري تحت عنوان : "الأستاذ محمد القري : شهيد الحركة الوطنية " وهو منشور في كتابنا " دراسات في تاريخ المغرب،( ص،189- 197 ) . وهناك مواضيع أخرى سترى النور في المستقبل. وفي انتظار ذلك نقدم هنا ، في البداية، لمحة مقتضبة فقط عن تاونات المدينة ، وهي ورقة أدلينا بها للإذاعة الوطنية إبان الزيارة الملكية لهذا الإقليم ، في 14 نونبر 2010 .
لانتوفر لحد الآن ، مع الأسف، على دراسات تاريخية منوغرافية ، تغطي بالدراسة والتحليل، جميع قرى ومدن المغرب ، وهذا دور الجامعة الآن، خصوصا بعد دخولنا في مرحلة الجهوية المتقدمة. وفي هذا الصدد، لم تصلنا عن تونات وقبائلها ، سوى إشارات قليلة ومتفرقة وردت في بعض المصادر التاريخية، لاتسمح بأخذ صورة واضحة عن تطور هذه الجهة من الناحية الإقتصادية، والإجتماعية ، والسياسية، عبر مختلف حقب تاريخها. ومع ذلك ،يمكن تقديم هنا لمحة تاريخية ، ولومقتضبة ، عن ما أصبح يسمى اليوم بمدينة تاونات .
كانت مدينة تاونات الحالية، في البداية ، تتكون من مجموعة من المداشرالمتماسكة فيما بينها ( تاونات ذو الحجر، أسطار، حجار مطاحين، حجدريان، القلعة ، وخمالشة ). ولفظة تاونات ، كانت تطلق في الأصل على مدشر صغير يقع في أحد أعلى قممها. وهناك من ذهب إلى أن كلمة تاونات كانت تعني بالأمازيغية مفترق الطرق. وهناك من قال إنها تعني العقبة. لكن من المرجح أن تاونات هو تحريف لكلمة تنولت بالأمازيغية، ومعناها مجموعة من البيوت الصغيرة المبنية بالقصب أو القصدير "النواول " ، أو البراريك بالمفهوم المعاصر.وأشهر القبائل المحيطة بتاونات، هي مزيات، ورغيوة، والجاية. ونتوفر على إشارات تاريخية تفيد أن أصول هذه القبائل ترجع إلى القبيلة الأم، أوربة التي بايعت المولى إدريس الأول ، مؤسس الدولة الإدريسية، في وليلي سنة 172 ه. ومن المعلوم أن أوربة شيعة، الأدارسة ، قد انتقلوا إلى فاس ونواحيها للسكنى إلى جانب أميرهم ، و بنوا حومة خاصة بهم لازالت تعرف إلى اليوم بحومة الوربية في عدوة الأندلس المقابلة لعدوة القرويين. إلا أنه بعد سقوط الدولة الإدريسية، وإجهاز موسى ابن أبي العافية على آخر أمراء بني إدريس في القرن الرابع الهجري – العاشر الميلادي ، فرت هذه القبائل إلى مرتفعات تاونات وتحصنت بها. وفي هذه الفترة أيضا ،حل محمد بن إدريس بن إدريس بصنهاجة الظل التي تعرف الآن بأولاد آزم واستقر بها، فارا بنفسه من بطش زناتة. ومن خلال المعلومات التي نتوفر عليها، يتضح أن مدينة تاونات لم تبدأ تتبلور معالمها، بصورة جلية ،إلا في العشرينيات من القرن الماضي. فعندما مر الحسن الوزان باقليم تاونات ، في القرن السادس عشر، تحدث عن جبل بني وليد، وجبل مرنيسة، وجبل لوكاي، أو الكيل، كما يسمى اليوم، وأيشتوم، ولم يذكر تاونات . وهذا يعني أنها لم تكن تشكل تجمعا سكانيا كبيرا في ذلك الوقت . ولم تبدأ تاونات في الظهور إلى الوجود، كنواة حاضرة ، إلا في العشرينيات من القرن الماضي. ففي هذا التاريخ ، نزلت فرنسا في مرتفعات تاونات، وعين مديونة ،وغفساي، ووزان ،ومنطقة البيبان، وتازة ، وبنت هناك ثكنات عسكرية لمواجهة محمد بن عبد الكريم الخطابي، زعيم حرب الريف ( 1921 – 1926 ). ومنذ ذلك الحين، بدأت الحركة التجارية في الإنتعاش في تاونات ،وكثر بها العمران تدريجيا، لإيواء الجنود الفرنسيين وعائلاتهم . فلا زالت هناك بلدة تسمى الشنابر ، وهو تحريف لكلمة ( les chambres) بالفرنسية، أي الغرف التي كان يقيم فيها الجنود. وفي بداية الخمسينيات ، تم تأسيس أول مدرسة ابتدائية هناك، وتحولت منطقة الشنابر التي كانت مخصصة للعسكر، إلى أقسام دراسية. وفي 1957، تم بناء أيضا إعدادية تخرج منها عدد كبير من الأطر التي احتلت ، فيما بعد، مراكز هامة في دوالب الدولة، من عمال ، وولاة، وأطباء، وأساتذة جامعيين، وصيادلة وصحافيين، وغيرهم. على أن أهم حدث ساهم في انعاش تاونات وازدهارها ،هو بناء طريق الوحدة. ففي صيف سنة 1957، أراد المغفور له محمد الخامس ورجالات الحركة الوطنية إنهاض الهمم ولم الشمل، لبناء طريق تربط بين تاونات التي كانت تدخل في نطاق الحماية الفرنسية ، وبلدة كتامة التي كانت تحسب على الحماية الإسبانية، طولها 60 كلم. وقد وجه نداء ، في هذا الصدد، لكافة شباب المغرب إذذاك، للأنخراط في هذا الورش الوطني الكبير، استجاب له 50000 نفرا اختير منهم 11000 شابا من مختلف مناطق المغرب، من أكادير وورزازات، والراشيدية، ووجدة، وفاس وغيرها . وساهم فيه المسلم، واليهودي، والعربي، والأمازيغي، جنبا إلى جنبا. ويمكن اعتبار هذا الحدث الهام، ميسرة أولى في اتجاه توحيد المغرب المستقل وبناء صرحه قبل المسيرة الخضراء لسنة 1975 التي سبقها أيضا استرجاع طرفاية في 1958، وسيدي إفني في سنة 1969 . وقد وزع المتطوعون لخدمة هذا الورش الهام، على 16 مخيم على طول الطريق الرملية الرابطة بين تاونات وكتامة، واستغرق العمل فيه ما يزيد على سنة. وفد استهدفت الدولة من هذا المشروع ، فك العزلة عن المنطقة ،و ربط الشمال بالجنوب، وتنمية ميناء الحسيمة على البحر المتوسط ،إلى جانب الدار البيضاء على المحيط الأطلسي. ومنذ ذلك التاريخ ، تطورت تاونات من قرية صغيرة وارتقت إلى حاضرة متوسطة يبلغ عدد سكانها الآن إلى حوالي 30000 نسمة . وعندما أصبحت عمالة في سنة1977 ، ازداد نموها العمراني والبشري، وأصبحت في حاجة ماسة إلى جامعة تسد حاجياتها من الأطر اللازمة لتنميتها في جميع المجالات، وإلى طريق سيار يربط الحسيمة بفاس، مرورا بتاونات لتكتمل نهضتها العمرانية، في إطار الجهوية الموسعة التي دخلت الآن حيز التنفيذ .